مايكروسوفت تعتزم استثمار 2.9 مليار دولار في مراكز البيانات اليابانية مع طفرة الذكاء الاصطناعي

بالو ألتو، كاليفورنيا — قال براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، في مقابلة حصرية مع صحيفة “نيكاي”، إن الشركة ستستثمر 2.9 مليار دولار في مراكز البيانات في اليابان بحلول عام 2025، وهو أكبر استثمار لها في البلاد، وذلك استجابةً لمساعي طوكيو لتعزيز قدراتها الحاسوبية في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومن المقرر أن تعلن مجموعة التكنولوجيا الأمريكية عن خططها الاستثمارية في الساعات المقبلة، في وقت يزور فيه رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا واشنطن.

وقال سميث إن تبني الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في القدرات المحلية، قد أصبح “أولوية وطنية حاسمة للحكومات في جميع أنحاء العالم”.

وتقوم طوكيو بإدخال تدابير لإضافة المزيد من القدرة الحاسوبية للذكاء الاصطناعي في البلاد، وسط مخاوف بشأن نقل البيانات المحلية وتخزينها في مراكز بيانات خارجية.

ستقوم مايكروسوفت بتركيب أشباه موصلات متقدمة للذكاء الاصطناعي في موقعين قائمين في شرق وغرب اليابان. وتعد مايكروسوفت ثاني أكبر مزود للخدمات السحابية في العالم، بعد “أمازون ويب سيرفيسز” (AWS).

كما تخطط الشركة للإعلان عن برنامج لإعادة صقل المهارات مرتبط بالذكاء الاصطناعي في اليابان لتدريب 3 ملايين عامل على مدى ثلاث سنوات، وإنشاء مختبر جديد في طوكيو للبحث والتطوير في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وقال سميث: “إن القدرة التنافسية لكل جزء من الاقتصاد الياباني… ستعتمد على تبني الذكاء الاصطناعي”، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي ضروري “للحفاظ على نمو الإنتاجية، حتى عندما يكون لدى بلد ما عدد سكان متناقص”.

سيتم إنشاء المختبر الجديد من قبل “أبحاث مايكروسوفت آسيا” (Microsoft Research Asia)، التي ستقدم 1.5 مليار ين (9.9 مليون دولار) لكل من جامعة طوكيو وشراكة بين جامعة كيو وجامعة كارنيجي ميلون لتمويل مشاريع بحثية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وقال سميث إن دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير الروبوتات “يمنح اليابان الفرصة للبناء على نقاط قوتها التكنولوجية في العديد من المجالات الأخرى”، كاشفًا عن خطة لإجراء أبحاث مشتركة مع الجامعات حول تكنولوجيا الأتمتة.

كما ستتعاون مايكروسوفت مع الحكومة اليابانية لتعزيز قدرة الصمود في مجال الأمن السيبراني.

وقال سميث: “لقد أصبح مشهد التهديدات للأمن السيبراني أكثر تحديًا… نحن نرى ذلك من الصين وروسيا على وجه الخصوص، لكننا نرى أيضًا نشاطًا متزايدًا لبرامج الفدية الخبيثة حول العالم”. وأشار إلى أن “الشراكة الوثيقة بين شركات التكنولوجيا الرائدة والحكومة” هي أحد مفاتيح حماية الفضاء السيبراني.

أطلقت شركة OpenAI، المدعومة من مايكروسوفت، روبوت الدردشة الخاص بها ChatGPT في عام 2022، مما أثار ضجة عالمية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي. وكان هناك طلب متزايد على النماذج اللغوية الكبيرة، وهي تقنية أساسية لخدمات مثل ChatGPT، على المنصات السحابية.

وتطالب الحكومات بشكل متزايد بـ”السيادة على البيانات”، مما يعني أن بيانات أي بلد يجب أن تدار محليًا، وسط مخاوف تتعلق بالأمن والخصوصية.

وقد قيّدت طوكيو نقل البيانات الشخصية إلى مراكز بيانات خارجية، مما دفع منصات سحابية مثل AWS وجوجل إلى الإعلان عن استثمارات أكبر في مراكز البيانات في اليابان.

وبينما أخذت الولايات المتحدة زمام المبادرة في تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، تحاول دول أخرى اللحاق بالركب من خلال إصداراتها المحلية من هذه التكنولوجيا. وأطلقت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية برنامجًا لدعم التطوير المحلي. كما نمت شركة “ميسترال إيه آي” (Mistral AI) الفرنسية، التي أسسها موظفون سابقون في شركة “ميتا” الأم لفيسبوك، بسرعة، بينما تطور دولة الإمارات العربية المتحدة ذكاءها الاصطناعي الخاص بها.

ومؤخرًا، أقر البرلمان الأوروبي قانونًا ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي ويشدد قبضته على مجموعات التكنولوجيا الكبرى.

وقال سميث إن “اليابان لعبت دورًا قياديًا مهمًا”، بما في ذلك “المساعدة في ربط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي معًا”. وأعرب عن أمله في أن تقوم الحكومة اليابانية، التي قادت “عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي” في قمة مجموعة السبع في عام 2023، بتنسيق جهود هذه الاقتصادات لتطوير قواعد الذكاء الاصطناعي.

وقال: “من وجهة نظرنا، هذا النوع من الاستثمار… يتوافق بشكل وثيق جدًا مع ما نراه من حيث دور الحكومة نفسها”.

Loading

شارك الخبر :